كتابِ الله ﷿(١) ومنه الأمرُ بالوصيَّةِ، والحديث مرَّ في «الوصايا»[خ¦٢٧٤٠].
٤٤٦١ - وبه قال:(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) بنُ سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ) سلَّام -بتشديد اللام- ابنُ سُلَيمٍ الحنفيُّ (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو بنِ عبد الله السَّبيعيِّ (عَنْ عَمْرِو بْنِ الحَارِثِ) بفتح العين، أخي جويريةَ أمِّ المؤمنين، أنَّه (قَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ ﷺ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً) في الرقِّ، وفيه دَلالةٌ على أنَّ من ذكر من رقيقِ النَّبيِّ ﷺ في جميعِ الأخبارِ كان (٢) إمَّا ماتَ وإمَّا (٣) أعتقَهُ (إِلَّا بَغْلَتَهُ البَيْضَاءَ الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا وَسِلَاحَهُ) وقد أخبرَ ﷺ أنَّه لا يورَثُ، وأنَّ ما يخلفُهُ صدقة (وَأَرْضًا) بخيبر وفدكَ (جَعَلَهَا) في حياته (لاِبْنِ السَّبِيلِ صَدَقَةً).
٤٤٦٢ - وبه قال:(حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادٌ) هو ابنُ زيد (عَنْ ثَابِتٍ) البُنانيِّ (عَنْ أَنَسٍ)﵁ أنَّه (قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ ﷺ) أي: اشتدَّ به المرضُ (جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ) الكربُ (فَقَالَتْ فَاطِمَةُ) ابنته ﵍: وَاكَرْبَ أَبَاهْ) بألف الندبة والهاء الساكنة للوقف، والمراد بالكَربِ: ما كان ﵊ يجدُهُ من شدَّةِ الموتِ، فقد كان ﷺ فيما يصيبُ جسدهُ الشَّريف من الآلامِ كالبشرِ؛ ليتضاعَفَ أجرُهُ، وقول الزَّركشي: إنَّ في قولِها هذا نظرًا، وقد رواه مباركُ بنُ فضالةَ:«واكرباهُ». تعقِّبَ بأنَّه لا تدفعُ رواية البخاريِّ مع صحَّتِها بمثلِ هذا، لا سيَّما مع قوله:
(١) قوله: «من كتاب الله ﷿»: ليست في (س) و (د). (٢) «كان»: ليست في (ص). (٣) في (ب) و (س): «أو».