وقيام اللَّيل لحصول المشقَّة (فَصُمْ وَأَفْطِرْ) بهمزة قطعٍ (وَقُمْ) متهجِّدًا في بعض اللَّيل (وَنَمْ) في بعضه (وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ) لم يعيِّنها (١)(فَإِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا) تعليلٌ لكونها ثلاثةً (وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ) في الثَّواب. قال عبد الله:(فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ) أي: أكثر (مِنْ ذَلِكَ) أي: صوم ثلاثة أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ (يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ)﵊: (فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ) بقطع الهمزة (قَالَ) عبد الله: (قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ) أكثر (مِنْ ذَلِكَ. قَالَ)﵊: (فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ، وَهْو عَدْلُ الصِّيَامِ) بفتح العين وسكون الدَّال المهملة، ولأَبَوَي ذرٍّ والوقت والأَصيليِّ وابن عساكر:«أعدل الصِّيام»، وفي «الصِّيام»[خ¦١٩٧٦]: «وهو أفضل الصِّيام» قال عبد الله: (قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ) أكثر (مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ)﵊: (لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ) أي: بالنِّسبة لك، وذلك لِمَا علم من حاله ومنتهى قوَّته، وإنَّ ما هو أكثر من ذلك يضعفه عن الفرائض ويقعد به عن الحقوق والمصالح، والَّذي عليه المحقِّقون: أنَّ صوم داود أفضل من صوم الدَّهر، وتحقيق ذلك قد (٢) سبق في «كتاب الصَّوم»[خ¦١٩٧٦]، وليس كلُّ عملٍ صالحٍ إذا زاد (٣) العبد منه ازداد تقرُّبًا من ربِّه تعالى، بل رُبَّ عملٍ صالحٍ إذا زاد منه كثرةً ازداد بُعدًا، كالصَّلاة في الأوقات المكروهة.