(((٨٨))) (﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾) مكِّيَّة، وآيُها ستٌّ (١) وعشرون، ولأبي ذرٍّ:«سورة ﴿هَلْ أَتَاكَ﴾ بسم الله الرحمن الرحيم» وسقط له «﴿حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾» ولغيره البسملة.
(وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلَه ابنُ أبي حاتمٍ في قولهِ تعالى: (﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾ [الغاشية: ٣] النَّصَارَى) وزاد ابنُ أبي حاتمٍ: واليهود. والثَّعلبي: والرُّهبان. يعني: أنَّهم عمِلوا ونصبوا في الدِّين على غيرِ دينِ الإسلامِ فلا يقبلُ منهم، وقيل: ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾ في النَّار، كجرِّ السَّلاسل وخوضِها في النَّار خوضَ الإبلِ في الوحلِ، والصُّعود والهُبوط في تلالِها ووهادِهَا.
(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلَه الفِريابيُّ: (﴿عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ [الغاشية: ٥] بَلَغَ إِنَاهَا) بكسر الهمزة وبعد النون ألف غير مهموز، وقتها في الحرِّ، فلو وقعَتْ منها قطرةٌ على جبالِ الدُّنيا لذابَتْ، وقال أبو ذرٍّ:«إناهَا حينها». (وَحَانَ شُرْبُهَا ﴿حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن: ٤٤] بَلَغَ إِنَاهُ) أي: حانَ (﴿لَّا تَسْمَعُ فِيهَا﴾) أي: الجنَّة (٢)(﴿لَاغِيَةً﴾ [الغاشية: ١١]) أي: (شَتْمًا) ولا غيره من الباطلِ.
(الضَّرِيعُ) ولأبي ذرٍّ: «ويقال: الضَّريع»(نَبْتٌ) له شوكٌ (يُقَالَ لَهُ: الشِّبْرِقُ) بكسر المعجمة والراء بينهما موحدة ساكنة (تُسَمِّيهِ أَهْلُ الحِجَازِ: الضَّرِيعَ؛ إِذَا يَبِسَ، وَهْوَ سَمٌّ) لا تقربه دابَّةٌ لخبثِه.
(﴿بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الغاشية: ٢٢]) أي: (بِمُسَلَّطٍ) فتقتلهم وتكرههم على الإيمانِ، وهذا منسوخٌ بآيةِ القتالِ. (وَيُقْرَأُ) ﴿بِمُصَيْطِرٍ﴾ (بِالصَّادِ وَالسِّينِ) وهذه قراءةُ هشامٍ، وهي على الأصلِ.
(وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلَه ابنُ المنذِر في قولهِ: (﴿إِيَابَهُمْ﴾ [الغاشية: ٢٥] مَرْجِعَهُمْ) بعدَ الموتِ.