٤٣٤٤ - ٤٣٤٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ) هو ابنُ إبراهيمَ الفراهيديُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاج قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ) بنِ أبي موسى (عَنْ أَبِيهِ) أنَّهُ (قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ جَدَّهُ) أي: جدَّ أبي (١) سعيدٍ (أَبَا مُوسَى) عبد الله بن قيسٍ الأشعريَّ (وَمُعَاذًا) هو ابنُ جبلٍ (إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ) ﵊ لهما: (يَسِّرَا) بالتحتية والسين المهملة من اليُسر (٢) (وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا) بالموحدة والمعجمة (وَلَا تُنَفِّرَا) بالفاء (وَتَطَاوَعَا) أي: كونَا متَّفقين في الحكمِ ولا تختلفا، فإنَّ اختلافكما يؤدِّي إلى اختلافِ أتباعِكما، وحينئذٍ تقعُ العداوةُ والمحاربةُ بينهم، وفيه إشارةٌ إلى عدم الحرجِ والتَّضييق في أمورِ (٣) الملَّة الحنيفيَّة (٤) السَّمحة، كما قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: ٧٨] أي: قد (٥) وُسِّعَ عليكم يا أمَّة نبيِّ الرَّحمة خاصةً ورفعَ عنكم الحرج أيًّا كانَ (فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ أَرْضَنَا بِهَا شَرَابٌ) يتَّخذ (مِنَ الشَّعِيرِ المِزْرُ، وَشَرَابٌ) يتَّخذ (مِنَ العَسَلِ البِتْعُ، فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، فَانْطَلَقَا) أي: كلّ واحدٍ إلى عملهِ (فَقَالَ مُعَاذٌ لأَبِي مُوسَى: كَيْفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قَالَ): أقرؤهُ حالَ كوني (قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِهِ) ولأبي ذرٍّ «راحِلَتي» مصحَّحًا عليها في «اليونينية» (وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا) أي: لا أقرؤهُ دفعةً واحدةً بل كما يحلبُ اللَّبن ساعةً بعد ساعةٍ، والفواقُ: ما بينَ الحلبتينِ (قَالَ) معاذٌ: (أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ (٦)) ولأبي ذرٍّ عن
(١) «أبي»: ليست في (م).(٢) في (م): «التيسير».(٣) «أمور»: ليست في (ص).(٤) في (د): «الحنيفة».(٥) «قد»: ليست في (ص).(٦) في (ل): «فأنام وأقوم وأنام».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute