(((٧١))) (سورة ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا﴾ (١)) مكِّيَّة، وآيُها تسع أو ثمان وعشرون، ولأبي ذرٍّ: «سورة نوحٍ».
(﴿أَطْوَارًا﴾ [نوح: ١٤]) أي: (طَوْرًا كَذَا وَطَوْرًا كَذَا) وقالَ قتَادة -فيما رواهُ عبدُ الرَّزَّاق-: ﴿أَطْوَارًا﴾ نطفَة ثمَّ علقَة ثمَّ مضغَة، ثمَّ خلقًا، والنَّصب على الحال، أي: منتقلينَ من حالٍ إلى حالٍ، أو مختلفينَ من بينِ مسيءٍ ومحسنٍ وصالحٍ وطالحٍ (يُقَالُ: عَدَا طَوْرَهُ؛ أَيْ: قَدْرَهُ) أي: تجاوَزه.
(وَالكُبَّارُ) بتشديد الموحدة (أَشَدُّ) أي: أبلغُ في المعنَى (مِنَ الكُبَارِ) بتخفيفها (وَكَذَلِكَ جُمَّالٌ) بضم الجيم وتشديد الميم (وَجَمِيلٌ) المخفَّف (لَأنَّهَا) يعني: المشدَّدة (أَشَدُّ مُبَالَغَةً) من المخفَّفة (وَ ﴿كُبَّارًا﴾ [نوح: ٢٢]) ولأبي ذرٍّ: «وكذلك كُبَّارٌ» (الكَبِيرُ، وَكُبَارًا أَيْضًا بِالتَّخْفِيفِ) فيهما، وسقط «وكبَّار أيضًا» لأبي ذرٍّ (٢) (وَالعَرَبُ تَقُولُ: رَجُلٌ حُسَّانٌ وَجُمَّالٌ) بضم أولهما وتشديد ثانيهما (وَحُسَانٌ مُخَفَّفٌ، وَجُمَالٌ مُخَفَّفٌ (٣)) قالَه أبو عُبيدة.
(﴿دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦]) مشتقٌّ (مِنْ دَوْرٍ) بفتح الدال وسكون الواو (وَلَكِنَّهُ فَيْعَالٌ) بفتح الفاء وسكون التحتية (مِنَ الدَّوَرَانِ) لأنَّ أصلَه: ديْوَار، فأبدلت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، ولو كان فعَّالًا بتشديد العين لكان دوَّارًا (كَمَا قَرَأَ عُمَرُ) بنُ الخطَّاب: ((الحَيُّ القَيَّامُ)، وَهْيَ مِنْ قُمْتُ) لأنَّ أصله: قيوام، فلا يقال: وزنُه فَعَّال بل فَيْعَال، كما في الدَّيَّار (وَقَالَ غَيْرُهُ) لم يتقدَّم ذكرُ أحدٍ فيعطف عليه، ولعلَّه سقطَ من ناسخٍ: (﴿دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦] أَحَدًا) قالَه أبو عُبيدة.
(﴿تَبَارًا﴾ [نوح: ٢٨] هَلَاكًا) قالَه أبو عُبيدة أيضًا.
(١) في (م) و (د) زيادة: «نوحًا».(٢) قوله: «وسقط وكبار أيضًا لأبي ذر»: ليست في (د).(٣) في (م): «يخفف».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute