(﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا﴾ [النصر: ١ - ٢] حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ) ثبتَ «فِي دِيْنِ اللهِ أَفْوَاجًا» لأبي ذرٍّ (فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ إِذَا نُصِرْنَا) بضم النون على عدوِّنا (وَفُتِحَ عَلَيْنَا) المدائن والقصور (وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نَدْرِي، أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ لِي) عمرُ: (يَا ابْنَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «ابنَ» (عَبَّاسٍ) بحذف أداة النِّداء (أَكَذَاكَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَعْلَمَهُ اللهُ لَهُ: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾) أي: (فَتْحُ مَكَّةَ، فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ) أي: موتك (﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر: ٣]) أمرَهُ تعالى بعد أن بذلَ المجهودَ فيما كُلِّف به من تبليغِ الرِّسالةِ ومجاهدةِ أعداءِ الدِّين، بالإقبالِ على التَّسبيحِ والاستغفارِ، والتَّأهُّبِ للمسيرِ إلى المقاماتِ العُليا واللُّحوقِ بالرَّفيق الأعلى، وهذا المعنى هو الَّذي فهمه منها ابنُ عمِّه (١)، حتى ردَّ على أولئك المشايخ وقال: أجلُ رسولِ اللهِ ﷺ. وصدَّقه عمرُ، كما قال (قَالَ عُمَرُ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ) ورُوِي: أنَّ عمرَ لمَّا سمعَها بَكى، وقال: الكمالُ دليلُ الزَّوال.
٤٢٩٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ (٢)) بالشين المعجمة المضمومة والراء المفتوحة بعدها
(١) في (ب) و (س): «ابن عباس».(٢) في (ل): «شرحبيلٍ».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute