وهذا الحديثُ قد سبق في مواضع من «كتاب العلم»[خ¦٦١][خ¦٦٢][خ¦٧٢][خ¦١٣١]، ورواه البزَّار وزاد:«ما أتاك منها نفعَك»، والحكمة في تمثيل المؤمن بها لكثرة خيرها ونفعها على الدَّوام، وثمرها يؤكلُ رطبًا ويابسًا، وهو غذاءٌ ودواءٌ وقوتٌ وحلوى وشراب وفاكهة، ووجه شبههَا بالإنسانِ من وجوهِ استواء القدِّ وطولهِ، وامتيازِ الذَّكر عن الأنثى، وأنَّها لا تحملُ حتَّى تلقَّح، وإذا قوبلَ بين ذكورها وإناثها كثرَ حملها لاستئناسهَا بالمجاورةِ ورائحة طلعهَا كرائحةِ منيِّ الإنسان، وإذا قطعت رأسَها هلكتْ بخلافِ الأشجار، ويكفِي في شرفِها وكثرةِ خيرها أنَّ الله تعالى شبَّه بها شهادةَ أن لا إله إلَّا الله بقولهِ تعالى: ﴿مَثَلاً كَلِمَةً (٢) طَيِّبَةٍ﴾ [إبراهيم: ٢٤] الآية. فكما (٣) أنَّها
(١) و «في لما»: ليست في (د). (٢) في الأصول: «ومثل» وهو خلاف التلاوة. (٣) في (د): «وكما».