دخول من بقي من الأنصار (فِي الإِسْلَامِ) فلو كان رؤساؤهم أحياءً ما انقادوا للرَّسول ﷺ حبًّا للرِّياسة، والجارُّ والمجرور يتعلَّق بقوله:«قدَّمه الله ﷿».
وهذا الحديث قد سبق في «مناقب الأنصار ﵃»[خ¦٣٧٧٧].
٣٩٣١ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، وصُحِّح عليه في الفرع وأصله (مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) بالمُثلَّثة والنُّون المُشدَّدة، العَنَزِيُّ الزَّمِن قال:(حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) محمَّد بن جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة (عَنْ عَائِشَةَ)﵂(أَنَّ أَبَا بَكْرٍ) الصِّدِّيق رضي الله تعالى عنه (دَخَلَ عَلَيْهَا وَالنَّبِيُّ ﷺ عِنْدَهَا يَوْمَ فِطْرٍ أَو أَضْحًى) -بفتح الهمزة وتنوين الحاء- الشَّكُّ من الرَّاوي، والواو في قوله «والنَّبيُّ» للحال (وَ) الحال أنَّ (عِنْدَهَا قَيْنَتَانِ) بفتح القاف، تثنية قينةٍ، أي: جاريةٍ، وضُبِّب على النُّون الأخيرة من «قينتان» في «اليونينيَّة» وفرعها، ولأبي ذرٍّ عن الكشميهنيِّ والمُستملي «قينتا»(تُغَنِّيَانِ) أي: تنشدان، زاد في «الصَّلاة»[خ¦٩٥٢]«وليستا بمغنِّيتين»، والمراد: تنزيه منزله ﷺ عن أن يكون فيه غناءٌ من مغنيِّتين مشهورتين (بِمَا تَقَاذَفَتِ) بالقاف والذَّال المُعجَمة، أي: بما (١) ترامت به (الأَنْصَارُ) ولأبي ذرٍّ «تعازفت الأنصار (٢)» بالعين المُهمَلة والزَّاي بدل «تقاذفت»، من عزف اللَّهو، أي: بما ضربوا عليه من المعازف من الأشعار التي قالها الأنصار (يَوْمَ بُعَاثَ) في هجاء بعضهم بعضًا (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ) رضي الله تعالى عنه: (مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ) -استفهامٌ محذوفُ الأداة- في بيت رسول الله ﷺ، قال ذلك (مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: دَعْهُمَا) اتركهما (يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ).
ومطابقة هذا الحديث للتَّرجمة، قال العينيُّ رحمه الله تعالى: من حيث إنَّه مطابقٌ للحديث السَّابق في
(١) في (م): «ممَّا»، وهو تحريفٌ. (٢) «الأنصار»: مثبتٌ من (ص) و (م).