ابن الجوزيِّ ﵀: هذا من حُسن (١) تصرُّفه ﷺ حيث اختار أن تكون فيما يبقَى، ومن كثرة كَرَمه أنْ آثرَ أمَّته على نفسهِ، ومن صحَّة نظرهِ أن جعلَها للمُذْنبين؛ لكونهم أحوج إليها من الطَّائعين. والحديثُ رواه مسلمٌ موصولًا.
(٢)(بابُ) بيانِ (أَفْضَلِ الاِسْتِغْفَارِ) الاستغفارُ استفعالٌ من الغُفْران، وأصلهُ من الغَفْر وهو إلباسُ الشَّيء بما يصونُه من الدَّنس، ومنه قيل: اغفرْ ثوبَك في الوعاء، فإنَّه أَغْفَر للوسخِ، والغُفْران والمغفرةُ من الله هو أن يصونَ العبدَ من أن يمسَّه العذاب، وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ فـ «أفضلُ» رفع، والأفضلُ الأكثرُ ثوابًا عند الله، فالثَّواب للمستغفرِ لا للاستغفارِ فهو (٢) نحو: مكَّة أفضل من المدينة، أي: ثواب العابدِ فيها أفضلُ من ثواب العابد في المدينة، فالمراد: المستغفرُ بهذا النَّوع من الاستغفارِ أكثر ثوابًا من المستغفرِ بغيره، قاله في «الكواكب».
(وَقَوْلِهِ تَعَالَى) بالجرِّ عطفًا على المجرورِ قبله: (﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ﴾) أي: سلوهُ المغفرةَ لذنوبكُم بإخلاص الإيمان (﴿إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ [نوح: ١٠]) لم يزل غفَّارًا لذُنوب مَن يُنيبُ إليه (﴿يُرْسِلِ السَّمَاء﴾) المطر قال: