الغير؛ فلا يستقيم إلَّا على العزيمة، وقوله:«وما يسرُّني أنَّها لم تُنَزل» إنَّما يحسُن إذا حملته على العزيمة؛ ليفيد المبالغة، فهو على أسلوب قوله تعالى: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ﴾ [التوبة: ٤٣] قاله في «فتوح الغيب». وهذا الحديث سبق في «المغازي»[خ¦٤٠٥١].
(٩) هذا (بابٌ) -بالتَّنوين- في قوله تعالى:(﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨]).
٤٥٥٩ - وبه قال:(حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى) بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحَّدة، السُّلميُّ المروزيُّ قال:(أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بن المبارك المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ) عبد الله بن عمر ﵄: (أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ (١) مِنَ الفَجْرِ) من صلاة الصُّبح (٢)، أي: بعد أن كُسِرَت رباعيَّته يوم أُحُدٍ (يَقُولُ: اللَّهُمَّ العَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا) هم صفوان بن أميَّة، وسُهيل (٣) بن عمرٍو (٤)، والحارث بن هشامٍ؛ كما في حديثٍ مُرسَلٍ أورده المؤلِّف في «غزوة أحُدٍ»[خ¦٤٠٧٠] ووصله أحمد والتِّرمذيُّ، وزاد في آخره:«فتيب عليهم كلِّهم» وسمَّى التِّرمذيُّ في روايته: أبا سفيان بن حربٍ، وفي كتاب ابن أبي شيبة: منهم العاصي ابن هشامٍ، قال في «المقدِّمة»: وهو وَهَمٌ؛ فإنَّ العاصي (٥) قُتِلَ قبل ذلك ببدرٍ، قال: ونقل
(١) في (د) و (م): «الأخيرة». (٢) «من صلاة الصُّبح»: ليس في (د). (٣) في (د): «سهل» وهو تحريفٌ. (٤) في النُّسخ: «عميرٍ» وهو تحريفٌ. (٥) في (م): «قال القاضي».