إلى وجودهِ تعالى كالعَدَم؛ إذ كلُّ شيءٍ يفنَى وهو الباقِي، فهو بعدَ كلِّ شيءٍ فلا شيءَ بعدَه.
٤١١٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ «حَدَّثني» بالإفراد (مُحَمَّدٌ) غيرُ منسوبٍ وهو: ابنُ سَلام البِيْكَنْديُّ قال: (أَخْبَرَنَا الفَزَارِيُّ) بفتح الفاء والزاي، مروانُ بنُ معاويَة بن الحارِث الكُوفيُّ سكنَ مكَّة (وَعَبْدَةُ) بفتح العين وسكون الموحدة، ابنُ سُليمان كلاهما (عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ) سَعْد البَجْلي، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى) علقمةَ الأسلَميَّ (﵄ يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى الأَحْزَابِ) يومَ الخَنْدق (فَقَالَ: اللَّهُمَّ) أي: يا الله يا (مُنْزِلَ الكِتَابِ) القُرآن، قال الطِّيبي: لعلَّ تخصيصَ هذا الوَصف بهذا المقام تلويحٌ إلى معنى الاستنصَار (١) في قوله تعالى: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: ٣٣] ﴿وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾ [الصف: ٨] وأمثالِ ذلك، يا (سَرِيعَ الحِسَابِ) أي: فيه (اهْزِمِ الأَحْزَابَ) بالزاي المعجمة، اكسرهُم (٢) وبدِّد شملهُم (اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ) فلا يثبتُوا عند اللِّقاء بل تطيشُ عقولُهم، وقد فعلَ الله تعالى ذلكَ لرسولِ الله ﷺ، فأرسلَ عليهم ريحًا وجُنودًا فهزمَهم (٣).
وقدْ (٤) سبَق هذا الحديث في «بابِ الدُّعاء على المشركينَ بالهزيمةِ» من «الجهاد» [خ¦٢٩٣٣].
(١) في (م): «الاستظهار».(٢) في (ص): «أي اكسرهم».(٣) في (د): «فهزمتهم».(٤) «قد»: ليس في (م) و (ص) و (د).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute