ابن دينارٍ، أنَّه (سَمِعَ جَابِرًا) هو ابن عبد الله الأنصاريَّ الصَّحابيَّ (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) سعد بن مالكٍ الأنصاريِّ (الخُدْرِيِّ ﵃) وسقط لفظ «الخدريِّ» لأبي ذَرٍّ (عَنِ النَّبِيِّ ﷺ) أنَّه (قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ) بكسر الفاء وفتح الهمزة، وبعد الألف ميمٌ، أي: جماعة (مِنَ النَّاسِ) والفئام لا واحد له من لفظه، والجارُّ والمجرور في موضع رفعٍ صفةً لـ «فِئام»، كما أنَّ الجملة قبله (١) صفةٌ لـ «زمان» والعائد محذوفٌ، أي: فيه، وللحَمُّويي والكُشْمِيهَنِيِّ:«يغزو فيه فئامٌ من النَّاس»(فَيُقَالُ: فِيكُمْ) بحذف همزة الاستفهام (مَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ ﷺ؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ (٢) عَلَيْهِ. ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ) أي: عليه (ثُمَّ يَأْتِي زَمَانٌ فَيُقَالُ: فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ (٣) صَاحِبَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ. فَيُفْتَحُ) أي: عليه، وحذفت منهما لدلالة الأولى، والمراد من الثَّلاثة الصَّحابة والتَّابعون وأتباع التَّابعين.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «علامات النُّبوة»[خ¦٣٥٩٤] و «فضائل الصَّحابة»[خ¦٣٦٤٩]، ومسلمٌ في «الفضائل».
(٧٧) هذا (٤)(بابٌ) بالتَّنوين: (لَا يَقُولُ (٥): فُلَانٌ شَهِيدٌ) على سبيل القطع بذلك إلَّا إن ورد به الوحي (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ) فيما وصله في «باب أفضل النَّاس مؤمن يجاهد بنفسه وماله»[خ¦٢٧٨٧](عَنِ النَّبِيِّ ﷺ) أنَّه قال: (اللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ، اللهُ (٦)) ولأبي ذَرٍّ: «واللهُ»(أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه: أي: يجرح (فِي سَبِيلِهِ) فلا يعلم ذلك إلَّا مَن أعلمه الله.
(١) في (د) و (م): «وجملة يغزو». (٢) زيد في (د ١) و (ص): «أي». (٣) زيد في (د): «مَنْ». (٤) «هذا»: ليس في (م). (٥) في (م): «يقال». (٦) اسم الجلالة: ليس في (س) و (ص).