الطبرانيِّ (١): لمَّا نزلتْ هذه السورةُ قال النبيٌّ ﷺ لجبريلَ: «نُعِيَتْ إليَّ نفسِي». فقال له جبريل: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى﴾ [الضحى: ٤].
وحديثُ الباب أخرجه المؤلِّف أيضًا في «المغازي»[خ¦٤٢٩٤][خ¦٤٤٣٠] و «التفسير»[خ¦٤٩٦٩][خ¦٤٩٧٠]، والترمذي في «التفسير» وقال: حسن، وتأتي مباحثه في محالِّها إن شاء الله تعالى.
٣٦٢٨ - وبه قال:(حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بنُ دُكَين قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنِ حَنْظَلَةَ ابْنُ الغَسِيلِ) المعروفُ بغسيلِ الملائكة قال: (حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ) مولى ابن عبَّاسٍ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄) أنَّه (قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ) من الحجرة إلى المسجد (فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِمِلْحَفَةٍ) بكسر الميم وفتح الحاء المهملة، مرتديًا بها على منكبيه (قَدْ عَصَّبَ) بتشديد الصاد المهملة في الفرع وأصله، أي: رأسه (بِعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ) سوداء (حَتَّى جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَيَقِلُّ الأَنْصَارُ) هو من الإخبار (٢) بالمغيَّبات، فإنَّ الناس كثُروا، وقلَّ الأنصار كما قال ﵊(حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ المِلْحِ فِي الطَّعَامِ) قال الكِرمانيُّ: وجه التشبيه الإصلاحُ بالقليل دون الإفساد بالكثير، أو كونه قليلًا بالنسبة إلى سائر أجزاء الطعام (فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ شَيْئًا يَضُرُّ فِيهِ) أي: في الذي وليه (قَوْمًا، وَيَنْفَعُ فِيهِ آخَرِينَ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ) الحسنة (وَيَتَجَاوَزْ) بالجزم عطفًا على «فليقبلْ» أي: فليعفُ (عَنْ مُسِيئِهِمْ) السيئةَ، أي: في غير الحدود، قال ابن عبَّاس ﵄:
(١) هو عند الطبراني في «المعجم الكبير» (٢٦٧٦) عن جابر وابن عباس. (٢) في (ص) و (م): «هو إخبار».