وكانوا يتربَّصونَ برسولِ الله ﷺ موته، فأخبرَ أنَّ الموتَ يعمُّهُم، فلا معنَى للتربُّصِ وشماتةِ البَاقي بالفَاني. وعن قتادة: نَعى إلى نبيِّهِ نفسه ونَعَى إليكُم أنفُسَكُم، أي: إنَّك وإيَّاهم في عدادِ الموتَى؛ فكأنَّ ما هو كائنٌ قد كانَ (٤)(﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ﴾) أي: إنَّكَ (٥) وإيَّاهُم، فغلَّب ضمير المخاطبِ على ضميرِ الغائبِ (﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١]) فتحتجَّ أنت عليهم بأنَّك بلَّغْتَ فكذَّبُوا، واجتهدْتَ في الدَّعوةِ فلجُّوا في العِنادِ، ويعتذرونَ بما لا طائلَ تحتهُ. قالت الصَّحابةُ ﵃: ما خصومتُنا ونحنُ إخوانٌ؟! فلمَّا قتلَ عثمان، قالوا: هذهِ
(١) «أي سيموتون»: ليست في (ص) و (د). (٢) في (د): «تساءلني». (٣) بهامش (ب): هكذا هنا، ويروى أيضًا: فدونَكَ قدْ فسرتُ ما عنه تَسألُ. (٤) في (ص): «لأن ما هو كائن فكأن قد كان». (٥) في (د): «إنكم».