عنَّا مُعرضًا مُدبرًا (حِينَ قُلْنَا) وللأربعة (١): «حين قلتُ له»(ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا) بفتح أوَّل «يرجع» أي: لم يجبني بشيءٍ (ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهْوَ) أي: حال كونه (٢)(مُوَلٍّ) مُعرِضٍ مُدبرٍ، حال كونه (يَضْرِبُ فَخِذَهُ) متعجِّبًا من سرعة جوابه وعدم موافقته له (٣) على الاعتذار بما اعتذر به، قاله النَّوويُّ (وَهْوَ يَقُولُ: ﴿وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾ [الكهف: ٥٤]) قيل: قاله تسليمًا لعذره، وأنَّه لا عتب عليه، قال ابن بطَّال: ليس للإمام أن يُشَدِّد في النَّوافل، فإنَّه ﷺ قَنِعَ بقوله: أنفسنا بيد الله؛ فهو في (٤) عذرٍ في النَّافلة لا في الفريضة.
ورواة هذا الحديث السِّتة ما بين حمصيٍّ ومدنيٍّ، وإسناد زين العابدين من أصحِّ الأسانيد وأشرفها الواردة فيمن روى عن أبيه عن جدِّه، وفيه التَّحديث، والإخبار، والعنعنة، والقول، وأخرجه المؤلِّف أيضًا (٥) في «الاعتصام»[خ¦٧٣٤٧] و «التَّوحيد»[خ¦٧٤٦٥]، ومسلمٌ في «الصَّلاة» وكذا النَّسائيُّ.
(١) كتب فوقها في (ص): «٥ ص س ط». (٢) في (ب) و (س): «والحال أنَّه». (٣) «له»: ليس في (م). (٤) «في»: مثبتٌ من (ص) و (م). (٥) زيد في (ج) و (ص) و (م): «وكذا». (٦) زيد في (د): «ابن العوَّام».