أي: أنَّ له من نفسه في كلِّ حالٍ زاجرًا ينهاه، كما يُقال: التَّقيُّ مُلجَمٌ، يُقال: نهيته ونهوته (حِينَ قَالَتْ) لجبريل ﵇ لمَّا أتاها بصورة شابٍّ أمرد سويِّ الخلق لتستأنس (١) بكلامه ﴿إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ﴾ (﴿إِن كُنتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٨]) أي: تتقِّي الله وتحتفل بالاستعاذة فانتهِ عنِّي.
(وَقَالَ) بالواو، ولغير أبي ذرٍّ:«قال»: (وَكِيعٌ) هو ابن الجرَّاح (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بن يونس (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) السَّبيعيِّ (عَنِ البَرَاءِ) بن عازبٍ: (﴿سَرِيًّا﴾) في قوله تعالى: ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٤] هو: (نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ) رواه ابن أبي حاتمٍ هكذا عن البراء موقوفًا، وفي «تفسير ابن مردويه» عن ابن عمر مرفوعًا: «السَّريُّ في هذه الآية نهرٌ أخرجه الله لمريم لتشرب منه».