ما أُرسِلَتْ به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها (١)، وشرِّ ما أُرسلَت به»، قالت (٢): وإذا تخيَّلت السَّماء تغيَّر لونه، وخرج ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت (٣) سُرِّي عنه، فعرفت ذلك عائشة، فسَأَلَتْهُ فقال:«لعلَّه يا عائشةُ كما قال قوم عادٍ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا﴾ [الأحقاف: ٢٤]» وعَصْفُ الرِّيح اشتدادُ هبوبها، وريحٌ عاصفٌ: شديدةُ (٤) الهبوب، وتخيّل السَّماء هنا بمعنى السَّحاب، و «تخيَّلت» إذا ظهر في السَّحاب أثر المطر، و «سُرِّي عنه» أي: كُشِفَ عنه الخوف وأُزيلَ، والتَّشديد فيه للمبالغة، و «عارض»: سحابٌ عرض ليمطر، وقوله في حديث الباب:«الرِّيح الشَّديدة» مُخرِجٌ للخفيفة، وروى الشَّافعيُّ: ما هبَّت ريحٌ (٥) إلَّا جثا النَّبيُّ ﷺ على ركبتيه وقال: «اللَّهمَّ اجعلها رحمةً ولا تجعلها عذابًا، اللَّهمَّ اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا».
١٠٣٥ - وبه قال:(حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ) هو ابن إبراهيم (قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنِ الحَكَمِ) بفتحتين، هو ابن عُتَيبة (عَنْ مُجَاهِدٍ) هو ابن جَبْرٍ المفسِّر (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ)﵄: (أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: نُصِرْتُ بِالصَّبَا) الرِّيح الَّتي تجيء من قِبَل ظهرك إذا استقبلْتَ القِبلة، أي (٦):
(١) «وشرِّ ما فيها»: سقط من (م). (٢) في (د): «قال». (٣) في (ب) و (د) و (س): «أُمطرَت». (٤) في (د) و (م): «شديد». (٥) في (ب) و (س): «الرِّيح». والمثبت موافق لمنحة الباري وأسنى المطالب. (٦) «أي»: مثبتٌ من (م).