في أربعين ليلة، ولأبي ذرٍّ:«أو المُضمَّر» بزيادة «أو»(السَّرِيعَ) في جريهِ (مِئَةَ عَامٍ، مَا يَقْطَعُهَا) والجوادُ وما بعدَه نصبَ في الفرعِ كأصله، فالأوَّل منصوبٌ باسم الفاعل، و «المضمَّر» اسمُ مفعول منصوبٌ صفةٌ لـ «لجوادِ» وكذا «السَّريع». وقال في «الفتح»: و «الجواد» وما بعده في روايتنا بالرَّفع صفةٌ لـ «لرَّاكب» وضُبط في «صحيح مسلم» بنصب الثَّلاثة على المفعوليَّة، وقال في «المصابيح»: وعند الأَصيليِّ (١) برفعها.
٦٥٥٤ - وبه قال:(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ) بن سعيدٍ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، عَنْ) أبيه (أَبِي حَازِمٍ) سلمة بن دينار (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) السَّاعديِّ ﵁(أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ) زاد أبو ذرٍّ: «ألفًا»(أَوْ) قال: (سَبْعُ مِئَةِ أَلْفٍ. لَا يَدْرِي أَبُو حَازِمٍ) سلمة بن دينارٍ (أَيُّهُمَا) بالرَّفع، ولأبي ذرٍّ بالنَّصب، أي: سبعون ألفًا أو سبع مئة ألفٍ (قَالَ) سهل بن سعدٍ (٢)(مُتَمَاسِكُونَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا) معترضين صفًّا واحدًا (لَا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ) وتقديرُ: «معترضين صفًّا واحدًا» مُزيلٌ لِما استُشكل من قوله: «لا يدخل أوَّلُهم حتَّى يدخلَ آخرهم» لاستلزامه الدَّور؛ لأنَّ دخول الأوَّل موقوفٌ على دخولِ الآخر وبالعكس. نعم هو على تقدير: معترضين … إلى آخره، دور معيَّة لكنَّه لا محذورَ فيه، كما قاله في «الكواكب»، وفيه إشارةٌ إلى سعة الباب الَّذي يدخلون منه (وُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ) المراد بالصُّورة: الصِّفة، أي: إنَّهم في إشراقِ وجوههم على صفةِ القمر (لَيْلَةَ البَدْرِ) عند تمامهِ، وهي ليلة أربعة عشر، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ:«على ضوءِ القمر».
والحديثُ سبق في الباب السَّابق قبل هذا.
(١) في (ع): «الإسماعيلي»، والمثبت موافق لما في المصابيح. (٢) «سهل بن سعد»: ليست في (د) و (ل).