الميم على المشهور، وكانت العرب تعتقد أنَّ روح القتيل الذي لم يُؤخَذ بثأره تصير هامةً، فتزقو (١) عند قبره وتقول: اسقوني اسقوني (٢) من دم قاتلي، فإذا أُخِذ بثأره طارت، وقيل: كانوا يزعمون أنَّ عظام الميت -وقيل: روحه- تصير هامةً ويسمُّونها الصَّدى، وهذا تفسير أكثر العلماء، فهو هنا (٣) عطفٌ تفسيريٌّ، وقيل: الصَّدى: الطَّائرُ الذي يطير باللَّيل، والهامة: جمجمة الرَّأس، وهي التي يخرج منها الصَّدى بزعمهم، وأراد الشَّاعر إنكار البعث بهذا الكلام، فإنَّه يقول: إذا صار الإنسان كهذا الطَّائر؛ كيف يصير مرَّةً أخرى إنسانًا؟