يلزمكم (١) من اجتناب النِّساء؛ بمعنى: تركه لكم؛ كما تقول: شيءٌ معفوٌّ عنه، أي: متروكٌ (﴿فَالآنَ﴾) أي: فالوقت الذي كان يُحرَّم عليكم فيه الجماع من اللَّيل (﴿بَاشِرُوهُنَّ﴾) أي: جامعوهنَّ (﴿وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧]) أي: اطلبوا ما قدَّره الله (٢) لكم (٣) وأثبته في اللَّوح المحفوظ (٤) من الولد، والمعنى: أنَّ المباشر ينبغي أن يكون غرضه الولد؛ فإنَّه الحكمة من خَلْق الشَّهوة وشَرْع النِّكاح لا قضاء الوطر، قاله في «أسرار التَّنزيل» كـ «الكشَّاف»، وقال السَّمرقنديُّ: ابتغُوا بالقرآن ما أُبيحَ لكم فيه وأُمِرتُم به، وسقط من قوله:«﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ﴾ … » إلى آخره في رواية أبي ذرٍّ، وقال بعد قوله: ﴿إِلَى نِسَآئِكُمْ﴾: «إلى قوله: ﴿وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ﴾».
٤٥٠٨ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بضمِّ العين، مصغَّرًا، ابن موسى العبسيُّ مولاهم الكوفيُّ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بن يونس (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ (عَنِ البَرَاءِ) بن عازبٍ.
قال المؤلِّف:(وَحَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «وحدَّثني» بالإفراد (أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ) بن حكيمٍ الأوْديُّ (٥) الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ) بشينٍ معجمةٍ مضمومةٍ وراءٍ مفتوحةٍ آخره حاءٌ مهملةٌ، و «مَسلَمة» بفتح الميم واللَّام، الكوفيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حدَّثنا»(إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ) يوسف (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ (٦) رَضِيَ اللهُ) تعالى (عَنْهُ) قال: (لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ؛ كَانُوا) أي: الصَّحابة (لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ)
(١) في (د): «لزمكم». (٢) اسم الجلالة: مثبتٌ من (د) و (م). (٣) «لكم»: ليس في (د). (٤) «المحفوظ»: ليس في (ص) و (م). (٥) في (ب) و (د) و (م): «الأزديُّ» وهو تحريفٌ. (٦) زيد في (د): «بن عازبٍ».