أجورِهم فلم يستعجلوها (١) فيها بل صارت مدَّخرةً لهم في الآخرة (وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا) نصرفهُ فيه (إِلَّا التُّرَابَ) أي: البُنيان.
٦٤٣١ - وبه قال:(حَدَّثَنَا) بالجمعِ، ولأبي ذرٍّ:«حَدَّثني»(مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى) أبو مُوسى العَنَزيُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالدٍ، أنَّه (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (قَيْسٌ) هو ابنُ أبي حازمٍ (قَالَ: أَتَيْتُ خَبَّابًا) أي: ابنَ الأرتِّ (وَهْوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا)﵃(الَّذِينَ مَضَوْا) درجوا بالوفاةِ (لَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا شَيْئًا) قال في «الكواكب»: أي: لم تدخل الدُّنيا فيهم نقصانًا بوجهٍ من الوجوه، أي: لم يشتغلوا بجمعِ المالِ بحيثُ يلزم في كمالهِم نقصان (وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ شَيْئًا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا) نصرفهُ فيه (إِلَّا التُّرَابَ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «إلَّا في التُّراب» أي: البنيان بقرينةِ البناءِ.
٦٤٣٢ - وبه قال:(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ) بالمثلَّثة، العبديُّ (عَنْ سُفْيَانَ) بن عُيينة (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمانَ (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بنِ سلمة (عَنْ خَبَّابٍ ﵁) أنَّه (قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ) ولأبي ذرٍّ: «مع النَّبيِّ»(٢)(ﷺ) وزاد (٣) أبو ذرٍّ: «قَصَّه» بفتح القاف والصاد المهملة وبعدها ضمير، أي: قصَّ الرَّاوي الحديثَ المذكورَ بتمامهِ في (٤) أوَّل الهجرةِ إلى المدينة بلفظ: فوقع أجرنا على الله فمنَّا من مضى لم يأخذ من أجرهِ شيئًا منهم مصعبُ بن عمير … الحديثُ، [خ¦٣٨٩٧] ويأتي إن شاءَ الله قريبًا في «باب فضل الفقر» بعون الله تعالى [خ¦٦٤٤٨].
(١) في (د): «فلم يتعجلوها». (٢) «ولأبي ذرٍّ مع النبي»: ليست في (د). (٣) في (د): «زاد». (٤) في (د): «من».