هُرَيْرَةَ) ﵁(وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا) جملة حاليَّةٌ من مفعول «سمعت»، وهو قول أبي هريرة، و «يمرُّ بنا»: جملةٌ في محلِّ نصب خبر كان (وَالنَّاسُ) مبتدأٌ، خبره:(يَتَوَضَّؤُونَ) والجملة حالٌ من فاعلِ كان (مِنَ المِطْهَرَةِ) بكسر الميم: الإناء المُعَدُّ للتَّطهير، وفتحها أجود، وصحَّ (١) في الحديث: «السِّواك مطهرةٌ للفم»(قَالَ) أي: سمعت أبا هريرة حال كونه قائلًا، وفي رواية الأربعة:«فقال» بالفاء التَّفسيريَّة؛ لأنَّه يفسِّر «قال» المحذوفة بعد قوله: «أبا هريرة» لأنَّ التَّقدير: سمعت أبا هريرة قال: «وكان يمرُّ بنا … » إلى آخره، فإنَّ الذَّات لا تسمع، فالمراد: سمعت (٢) قول أبي هريرة: (أَسْبِغُوا الوُضُوءَ) بفتح الهمزة مِنَ: الإسباغ وهو إبلاغه مواضعه وإيفاء كلِّ عضوٍ حقَّه (فَإِنَّ أَبَا القَاسِمِ ﷺ قَالَ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ) و «الأعقاب»: جمع عَقِبٍ بكسر القاف، وهو العظم المرتفع عند مفصل السَّاق والقدم، ويجب إدخاله في غسل الرِّجلين لقوله تعالى: ﴿إِلَى الْكَعْبَينِ﴾ [المائدة: ٦] قال المفسِّرون: أي: مع الكعبين، و «ال» في «الأعقاب» للعهد، ويلحق (٣) بها ما يشاركها في ذلك، وفي حديث عبد الله بن الحارث عند الحاكم:«ويلٌ للأعقاب وبطون الأقدام من النَّار»، والمعنى -كما قاله البغويُّ-: ويلٌ لأصحابها المقصِّرين في غسلها، ففيه:
(١) «صحَّ»: مثبتٌ من (ب) و (س). (٢) «سمعت»: سقط من (د). (٣) في (ص): «يلتحق».