ونقل في «فتوح الغيب» عن الغزاليِّ أنَّه قال: الواحدُ هو الواحدُ الَّذي هو مدفوع الشَّركة، والأحدُ الَّذي لا تركيبَ فيه، فالواحدُ نفيٌ للشَّريك والمِثْل، والأحدُ نفيٌ للكثرةِ في ذاتهِ، فالصَّمد الغنيُّ المحتاجُ إليه غيره، وهو أحديُّ الذَّات، وواحديُّ الصِّفات؛ لأنَّه لو كان له شريكٌ في ملكهِ لما كان غنيًّا يحتاجُ إليه غيرهُ، بل كان محتاجًا في (٥) قوامهِ ووجودهِ إلى أجزاء تركيبيَّةٍ (٦)، فالصَّمد (٧) دليلٌ على الوحدانيَّة (٨) والأحديَّة، و ﴿لَمْ يَلِدْ﴾ دليلٌ على أنَّ وجودهُ المستمر ليس مثل وجودِ الإنسان
(١) «كأصله»: ليست في (م) و (د). (٢) في (د): «وأما». (٣) في (م) و (ب): «كقولهم». (٤) بضم الكاف والفاء مع الهمز على قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وشعبة والكسائي وأبي جعفر عن عاصم. (٥) في (د): «إلى». (٦) في (ص): «تركيبه» كذا في فتوح الغيب. (٧) في (ل): «فالصَّمديَّة». (٨) في (د): «الواحديَّة».