(﴿سَامِدُونَ﴾ [النجم: ٦١]) قال مجاهدٌ: هي (البَرْطَمَةُ) بالموحدة المفتوحة والراء الساكنة والطاء المهملة والميم المفتوحتين، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ:«البَرطَنَة» بالنون بدل الميم، الغِنَاء، فكانوا إذا سمعوا القرآنَ تغنَّوا ولعِبُوا، وقيل: السَّامدُ اللَّاهِي، وقيل: الهائمُ. (وَقَالَ عِكْرِمَةُ: يَتَغَنَّوْنَ (١) بـ) اللُّغة (الحِمْيَرِيَّةِ) يقولون: يا جاريةُ، اسمدِي لنا، أي: غنِّي.
(وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ) النَّخعيُّ -فيما وصلهُ سعيد بنُ منصورٍ- في قولهِ تعالى:(﴿أَفَتُمَارُونَهُ﴾ [النجم: ١٢]) أي: (أَفَتُجَادِلُونَهُ) من المراءِ، وهو المجادلةُ (وَمَنْ قَرَأَ: ﴿أَفَتُمَارُونَهُ﴾) بفتح التاء وسكون الميم من غير ألفٍ، وهم حمزةُ والكسائيُّ ويعقوبُ وخَلَف (يَعْنِي: أَفَتَجْحَدُونَهُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي: «أفتَجْحَدونَ» بحذف الضَّمير، من مَرَاه حقَّهُ؛ إذا جحدَهُ، وقيل: أفتغلبونهُ في المراءِ؟ من ماريتُهُ فمريتهُ.
(﴿مَا زَاغَ﴾) ولأبي ذرٍّ: «وقَالَ: ﴿مَا زَاغَ﴾»(﴿الْبَصَرُ﴾) أي: (بَصَرُ مُحَمَّدٍ ﷺ) عمَّا رآهُ تلك اللَّيلة (﴿وَمَا طَغَى﴾ [النجم: ١٧]) أي: (وَلَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: «ومَا»(جَاوَزَ مَا رَأَى) بل أثبتهُ إثباتًا صحيحًا مستيقنًا، أو ما عدلَ عن رؤيةِ العجائبِ الَّتي أمرَ برؤيتِها وما جاوزَها (﴿فَتَمَارَوْا﴾ [القمر: ٣٦]) في سورة القمر، أي:(كَذَّبُوا) ويحتملُ وقوع ذلك هنا من ناسخٍ.
(وَقَالَ الحَسَنُ) البصريُّ -فيما وصلهُ عبد الرَّزَّاق-: (﴿إِذَا هَوَى﴾) في قولهِ تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ [النجم: ١] أي: (غَابَ) أو انتثرَ يوم القيامةِ، أو انقضَّ، أو طلعَ، والنجم: الثُّريَّا.
(وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلهُ الفِريابيُّ في قولهِ تعالى: (﴿أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ [النجم: ٤٨]) أي: (أَعْطَى فَأَرْضَى) وقال مجاهدٌ: ﴿وَأَقْنَى﴾: أرضَى بما أعطَى وقنعَ. قال (٢) الرَّاغب: وتحقيقهُ: أنَّه جعلَ له قُنيةً من الرِّضَا.