قوله: الحبلُ، وقوله: ﴿مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ هو كقولهم: مسجد الجامعِ، أي: حبل العرقِ الوريدِ، أو لأنَّ الحبلَ أعمُّ فأضيفَ للبيانِ، نحو: بعيرُ سانيَةٍ، أو يرادُ (١) حبلُ العاتقِ، فأضيفَ إلى الوريدِ، كما يضافُ إلى العاتقِ؛ لأنَّهما في عُضوٍ واحدٍ.
(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ (٢) الفِرْيابيُّ في قولهِ تعالى: (﴿مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ﴾ [ق: ٤]) أي: ما تأكُلُ (مِنْ عِظَامِهِمْ) لا يعزُب عن علمهِ شيء تعالى.
(﴿تَبْصِرَةً﴾ [ق: ٨]) أي: (بَصِيرَةً) قاله مجاهدٌ فيما وصلهُ الفِرْيابيُّ، والنَّصب على المفعولِ من أجلهِ، أي: تبصِير أمثالهِم، أو بفعلٍ من لفظهِ، أي: بصِّرْهم تبصرةً، أي: خلقَ السَّماءَ تبصرةً.
(﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ [ق: ٩]) هو (الحِنْطَةُ) وصلهُ الفِريابيُّ أيضًا، أو سائر الحبوبِ الَّتي تحصدُ، وهو من باب حذف الموصوفِ للعلمِ به، أي: وحبَّ الزَّرعِ الحصيدِ، نحو: مسجد الجامعِ، أو من باب إضافةِ الموصوفِ إلى صفتهِ؛ لأنَّ الأصلَ: والحبَّ الحصيدَ، أي: المحصود.
(﴿بَاسِقَاتٍ﴾ [ق: ١٠]) هي (الطِّوَالُ) والبُسُوقُ: الطُّولُ، يقال: بسقَ فلانٌ على أصحابهِ، أي: طالَ عليهم في الفَضلِ.
(﴿أَفَعَيِينَا﴾ [ق: ١٥]) أي: (أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا) أفعجزنَا عن الإبداءِ حتَّى نعجزَ عن الإعادةِ؟ ويقالُ لكلِّ من عجزَ عن شيءٍ: عييَ به، وهذا (٣) تقريعٌ لهم؛ لأنَّهم اعترفُوا بالخلقِ الأوَّلِ وأنكرُوا البعثَ.