قال السُّهيليُّ: وقد كان موتُهُ ﷺ خَطبًا كالِحًا، ورزءًا لأهلِ الإسلامِ فَادِحًا، كادَت تُهَدُّ لهُ الجبالُ، وترجُفُ الأرضُ، وتَكسِفُ النَّيِّرات (٣)؛ لانقطَاعِ خبرِ السَّماءِ، مع مَا آذَنَ به موتُهُ ﵊ من إقبالِ الفِتنِ السُّحمِ، والحوادِثِ الدُّهمِ، والكُرَبِ المُدْلَهِمَّة، فلولا ما أنزلَ اللهُ من السَّكينةِ على المؤمنينَ، وأسرَجَ في قلوبِهِم من نورِ اليقينِ، وشرَحَ صدورَهُم من فَهْمِ كتابِهِ المبينِ؛ لانقصَمَت الظُّهورُ، وضاقَتْ من (٤) الكُرَبِ الصُّدُور، ولعاقَهُم الجَزَعُ عن تدبيرِ الأموْرِ، ولقد كان من قَدِمَ المدينةَ يومئذٍ من النَّاسِ إذا أشرَفُوا عليها سمِعُوا (٥) لأهلِهَا ضَجِيجًا، وللبُكاءِ في أرجَائِها عَجِيجًا، وحقَّ ذلكَ لهم ولمن بعدَهُم، كما رُوِي عن (٦) أبي ذؤيبٍ الهذليِّ قال: بلغنا أنَّ رسولَ الله ﷺ عليلٌ، فاستَشعَرتُ (٧) حُزنًا، وبتُّ بأطولِ ليلةٍ، لا ينجَابُ
(١) «بالمثناة»: ليست في (د). (٢) «لها»: ليست في (ب) و (م) و (د). (٣) في (س): «النيران». (٤) في (ص): «عن». (٥) في (م): «يسمعوا». (٦) في (م) زيادة: «ابن». (٧) في (ص): «فاستشعرنا».