فالأصل في رواية من روى:«بيد كلُّ أمَّةٍ»: بيد أنَّ كلَّ أمَّةٍ، فحُذِف «أن» وبطل عملها، وأُضيف «بيد» إلى المبتدأ والخبر اللذَين كانا معمولَي «أنَّ»، ونحوه في حذف «أنَّ» واستعمال ما بعدها على المبتدأ (١) والخبر قولُ الزُّبير ﵁:
وجاز حذف «أنَّ» المشدَّدة قياسًا على (٢) المخفَّفة في نحو (٣) قوله تعالى: ﴿يُرِيكُمُ الْبَرْقَ﴾ أي: أن يريكم، لأنَّهما أختان في المصدريَّة. وقال الطِّيبيُّ: هذا الاستثناء من باب تأكيد المدح بما يشبه الذَّمَّ، قال النَّابغة:
قال: والبيت يجري في الاستثناء على المنقطع لا المتَّصل بالادِّعاء، كما في قوله:
ولا عيبَ فيهم غير أنَّ سيوفَهم … بهنَّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ
يعني: إذا كان فلول السَّيف من القراع (٤) عيبًا فلهم هذا العيب، ولكن هو من أخصِّ صفة الشَّجاعة. وعلى هذا معنى الحديث، وتقريره (٥): نحن السَّابقون يوم القيامة بما لنا من الفضل غير أنَّ كلَّ أمَّةٍ (أُوتُوا الكِتَابَ) بالتَّعريف للجنس (مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَا) القرآن (مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا)
(١) في (م): «الابتداء». (٢) زيد في (م): «حذف «أنَّ»». (٣) «نحو»: ليس في (د). (٤) «من القراع»: ليس في (د). (٥) في (م): «وتقديره».