وهو مدين بن إبراهيم ﵇(﴿أَخَاهُمْ شُعَيْبًا﴾ [هود: ٨٤]) وهو ابن (١) نُوَيب بن مدين (٢) بن إبراهيم، وقال ابن إسحاق: شعيب بن ميكيل (٣) بن يشجر بن مدين بن إبراهيم، أي: أرسلنا شعيبًا (إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ) يعني: على حذف مضافٍ (لأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ) على بحر القلزم، محاذيةً لتبوك على ستِّ مراحل منها، وأنشد الفرَّاء:
رهبانُ مدينَ والَّذين عهدتُهم … يبكون من حَذَرِ العذابِ قُعودا
لو يسمعون كما سمعتُ كلامَها … خرُّوا لعزَّة ركَّعًا وسجودا
وهذا عربيٌّ، فمنعه للعلميَّة والتَّأنيث (وَمِثْلُهُ) في حذف المضاف: (﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ وَاسْأَلِ ﴿وَالْعِيْرَ﴾ [يوسف: ٨٢] يَعْنِي: أَهْلَ القَرْيَةِ وَأَهْلَ العِيرِ) ويجوز أن يُراد بالمكان ساكنوه. وقيل:«مدين» أعجميٌّ مُنِع للعلميَّة والعجمة، وكان شُعيبٌ يُقال له: خطيب الأنبياء؛ لحسن مراجعته قومه، وكانوا أهل كفرٍ وبخسٍ للمكيال والميزان.
(﴿وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا﴾ [هود: ٩٢]) بسورة هودٍ، أي:(لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ) فالضَّمير في ﴿وَاتَّخَذْتُمُوهُ﴾ يعود على الله، وقيل: يعود على العصيان، أي: واتَّخذتم العصيان عونًا على عداوتي، فالظَّهريُّ على هذا بمعنى: المعين المقوّي، والظِّهريُّ (٤) هو المنسوب إلى الظَّهر، والكسر من تغييرات النَّسب، كقولهم في النِّسبة إلى الأمس: إِمسيٌّ بكسر الهمزة، وإلى الدَّهر: دُهريٌّ بضمِّ
(١) «ابن»: سقط من جميع النُّسخ، والمثبت موافقٌ لِمَا في التَّفاسير. (٢) في (د): «هو شعيب بن مدين». (٣) في (د): «ميكائيل». (٤) «والظِّهريُّ»: ليس في (د).