بضمِّ الجيم مبنيًّا للمفعول (لَهُ الحُوتُ آيَةً) علامةً على لقيِّه (وَقِيلَ لَهُ: إِذَا فَقَدْتَ الحُوتَ) بفتح الفاء والقاف، أي: إذا (١) غاب عن عينك (فَارْجِعْ، فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ) فأخذ حوتًا فجعله في مكتلٍ، ثمَّ انطلق (٢) معه بفتاه وقال له: إذا فقدتَ الحوت فأخبرني (فَكَانَ يَتْبَعُ الحُوتَ) بسكون الفوقيَّة، ولأبي الوقت والأَصيليِّ: «يتبع أثرَ الحوت» (فِي البَحْرِ) أي: ينتظر فقدانه، فلمَّا أتيا (٣) الصَّخرة وضعا رؤوسهما فناما، فاضطرب الحوت في المكتل، فسقط في البحر (فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ) يوشع بن نونٍ: (﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾) أي: فإنِّي نسيت أن أخبرك بخبر الحوت (﴿وَمَا أَنسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾) نسبه للشَّيطان تأدُّبًا مع الرَّبِّ تعالى، لأنَّ نسبة النَّقص للنَّفس والشَّيطان (٤) أليقُ بمقام الأدب (فَقَالَ مُوسَى) ﵇: (﴿ذَلِكَ﴾) الَّذي ذكرته (﴿مَا كُنَّا نَبْغِ﴾) بالتَّحتيَّة بعد الغين، ولغير أبي ذرٍّ: «﴿نَبْغِ﴾»: نطلب؛ إذ هو علامةٌ على لقيِّ الخضر (﴿فَارْتَدَّا﴾) رجعا (﴿عَلَى آثَارِهِمَا﴾) يقصَّان (﴿قَصَصًا﴾) حتَّى انتهيا إلى الصَّخرة (﴿فَوَجَدَا﴾ [الكهف: ٦٣ - ٦٥] خَضِرًا) نائمًا مسجًّى ثوبًا في جزيرة من جزائر البحر (فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللهُ) ﷿ (فِي كِتَابِهِ) في سورة الكهف.
وهذا الحديث قد سبق في «باب ما ذُكِر في ذهاب موسى إلى الخضر» من «كتاب العلم» [خ¦٧٤].
(١) «إذا»: ليس في (د).(٢) في غير (د) و (س): «انتقل».(٣) في (د): «أتى».(٤) «والشيطان»: ليس في (د).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute