العاص الأمويُّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁) أنَّه (قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَهْوَ بِخَيْبَرَ) سنة سبعٍ، والجملة حاليَّةٌ (بَعْدَمَا افْتَتَحُوهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْهِمْ لِي) من غنائم خيبر، وهمزة «أسهم» قطعٌ (فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ العَاصِ) هو أبَّان بن سعِيد بكسر العين: (لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا) أي: أبان بن سعيدٍ (قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ) بقافين مفتوحتين بينهما واوٌ ساكنةٌ آخره لامٌ، بوزن جعفر، واسمه: النُّعمان بن مالك بن ثعلبة بن أصرم -بصادٍ مهملةٍ بوزن: أحمد- ابن فهر (١) بن غَنْم -بفتح المعجمة وسكون النُّون، بعدها ميمٌ- ابن عَمرو بن عَوفٍ -بفتح العين فيهما- الأوسيُّ الأنصاريُّ، و «قوقل» لقب ثعلبة، أو لقب أصرم، وعند البغويِّ في «الصَّحابة»: أنَّ النُّعمان ابن قوقل قال يوم أُحُدٍ (٢): أقسمت عليك يا ربِّ ألَّا تغيبَ الشَّمس حتَّى أطأ بعرجتي في الجنة، فاستُشهِد ذلك اليوم، فقال النَّبيُّ ﷺ:«لقد رأيته في الجنَّة وما به عرج»(فَقَالَ) ولأبي ذرٍّ: «قال»(ابْنُ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ) أبَّان: (وَا عَجَبًا) بالتَّنوين، اسم فعلٍ بمعنى: أعجب، و «وا» مثل واهًا وعجبًا: للتَّوكيد، وإذا (٣) لم يُنَوَّن فأصله: واعجبي، فأُبدِلَت كسرة الباء (٤) فتحةً والياء ألفًا، كما فُعِلَ في «يا أسفى» و «يا حسرتى»، وفيه شاهدٌ على استعمال «وا» في منادًى غير مندوبٍ، كما هو رأي المبرِّد واختيار ابن مالك، ونصب «عجبًا» بـ «وا» وفي رواية عليِّ بن عبد الله المدينيِّ: «واعجباه»(لِوَبْرٍ) بلام مكسورةٍ فواوٍ مفتوحةٍ فموحَّدةٍ ساكنةٍ فراءٍ. قال الكمال الدَّميريُّ في كتابه «حياة الحيوان»: دويبةٌ أصغر
(١) في (ج) و (ل): «فهم» وبهامشهما: كذا بخطِّه، وقوّمت إلى «فهر» كما هو مثبت فيهما وفي بقية الأصول، وهو الصواب كما في مصادر الترجمة. (٢) زيد في (م): «قال». (٣) في (ب): «إن». (٤) في (ب): «الياء».