وقال: إنَّه رآه (١) في نسخةٍ بضمِّ التَّاء الثَّانية، وصُحِّح عليها، قال: وكان هذا بناء على أنَّ «تحته» فاعل «يتوقَّد»، ونصوص أهل العربيَّة تأباه، فقد صرَّحوا بأنَّ: فوق وتحت من الظُّروف المكانيَّة العادمة التَّصرُّف (٢). انتهى. وقال ابن مالكٍ: ويجوز أن يكون فاعل «يتوقَّد» موصولًا بـ «تحته» فحُذِفَ، وبقيت صلته دالَّةً عليه (٣) لوضوح المعنى، والتَّقدير: يتوقَّد الَّذي تحته أو ما تحته (٤) نارًا، وهو مذهب الكوفيِّين والأخفش، واستصوبه ابن مالكٍ، ولأبوي ذَرٍّ والوقت:«يتوقَّد تحته نارٌ» بالرَّفع على أنَّه فاعل «يتوقَّد»(فَإِذَا اقْتَرَبَ) بالموحَّدة آخره، من القرب، أي: إذا اقترب الوقود أو الحرُّ الدَّال عليه قوله: «يتوقَّد»، وللكُشْمِيْهَنِيِّ:«فإذا أقترت» بهمزة قطعٍ (٥) فقافٍ فمثناتين فوقيَّتين، بينهما راءٌ،؛ من القَتَرة، أي: التهبت وارتفع نارها؛ لأنَّ القتر: الغبار، وفي رواية ابن السَّكن والقابسيِّ وعُبْدُوس:«فَتَرت» بفاءٍ ومثنَّاةٍ فوقيَّةٍ مفتوحَتين، وتاءٍ ساكنةٍ، بينهما راءٌ؛ وهو الانكسار والضَّعف، واستُشكِلَ: لأنَّ بعده: «فإذا خمدت رجعوا» ومعنى الفتور والخمود واحدٌ، وعند الحميديِّ ممَّا عزاه له في «شرح المشارق»: «فإذا ارتقت» من الارتقاء؛ وهو الصُّعود، قال الطِّيبيُّ: وهو الصَّحيح درايةً وروايةً، كذا قال، وعند أحمد:«فإذا أوقدت»(ارْتَفَعُوا) جواب «إذا»، والضَّمير فيه يرجع إلى النَّاس لدلالة سياق الكلام عليه (حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا)«أن» مصدريَّة، والخبر محذوفٌ، أي: كاد خروجهم يتحقَّق، ولأبوي ذَرٍّ والوقت:«كادوا يخرجون»(فَإِذَا خَمَدَتْ) بفتح الخاء والميم، أي: سكن لهبها، ولم يُطفَأ حرُّها (رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلْتُ) لهما: (مَنْ هَذَا؟) ولأبي الوقت من غير «اليونينيَّة»: «ما هذا»(قَالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا) ولفظة: «فانطلقنا» ساقطةٌ عند أبي ذرٍّ (حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَْرٍ) بفتح الهاء وسكونها (مِنْ دَمٍ)
(١) «رآه»: ليس في (م). (٢) في (ص) و (م): «للتَّصرُّف»، وكذا هو في مصابيح الجامع. (٣) في غير (د) و (س): «قال»، وليس بصحيحٍ. (٤) في (ص): «والتَّقدير الذي يتوقد، يتوقد تحته». (٥) في (د): «وصل»، وليس بصحيحٍ.