(بِأَجَلٍ مُسَمًّى) مقدَّرٍ (١) ومؤجَّل (فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ) أي: تنوي بصبرها طلب الثَّواب من ربِّها؛ ليحسب (٢) لها ذلك من عملها الصَّالح (فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ)ﷺ حال كونها (تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ) ووقع في رواية عبد الرَّحمن بن عوفٍ: أنَّها راجعته مرَّتين، وأنَّه إنَّما قام في ثالث مرَّةٍ (وَمَعَهُ) بإثبات واو الحال، وللحَمُّويي والمُستملي:«معه»(سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ) آخرون ذكر منهم في غير هذه الرِّواية: عبادة بن الصَّامت، وأسامة راوي الحديث، فمشوا إلى أن دخلوا بيتها (فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ الصَّبِيُّ) أو: الصَّبيَّة، و «رفع» بالرَّاء، وفي رواية حمَّادٍ [خ¦٧٣٧٧]: «دُفِعَ» بالدَّال، وبيَّن شعبة في روايته [خ¦٥٦٥٥]: أنَّه وضع في حجره ﵊(وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ) بتاءين في أوَّله، أي: تضطرب وتتحرَّك، أي: كلمَّا صار إلى حالةٍ لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى؛ لقربه من الموت، والجملة اسميَّةٌ حاليَّةٌ (قَالَ: حَسِبْتُهُ أَنَّهُ (٣) قَالَ: كَأَنَّهَا شَنٌّ) بفتح الشِّين المعجمة وتشديد النُّون: قربةٌ خَلِقَةٌ يابسةٌ، وجزم به (٤) في رواية حمَّادٍ [خ¦٧٣٧٧] ولفظه: ونفسه تتقعقع كأنَّها في (٥) شَنٍّ (فَفَاضَتْ) ولأبي ذرٍّ: «وفاضت»(عَيْنَاهُ)ﷺ بالبكاء، وهذا موضع التَّرجمة؛ لأنَّ البكاء العاري عن النَّوح لا يؤاخذ به الباكي، ولا الميِّت (فَقَالَ سَعْدٌ) هو ابن عبادة المذكور: (يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟) وفي رواية عبد الواحد [خ¦٧٤٤٨] قال سعد بن عبادة: تبكي؟ وزاد أبو نُعيمٍ في «مستخرجه»: وتنهى عن البكاء (فَقَالَ)﵊: (هَذِهِ) الدَّمعة الَّتي تراها من حزن القلب بغير تعمُّدٍ ولا استدعاءٍ لا مؤاخذة عليها (رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ) تعالى (فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا) بالواو، ولأبي ذرٍّ:«فإنَّما»(يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) نصبٌ على أنَّ «ما» في قوله: «وإنَّما»(٦) كافَّةٌ، ورفعٌ على أنَّها (٧)
(١) في (م): «بقدر». (٢) في (د): «ليحتسب». (٣) «أنه»: ليس في (ص) و (م). (٤) «به»: مثبتٌ من (ب) و (س). (٥) «في»: ليس في (ب) و (د). (٦) في (د): «أن»، وليس بصحيحٍ. (٧) في (د): «بأنَّها».