تعقَّبه البدر الدَّمامينيُّ بأنَّه مُؤوَّلٌ بناءً على أنَّ الأصل: نساء الطَّوائف المؤمنات، والطَّوائف أعمُّ من النِّساء، فهو كنساء الحيِّ، فلا يكون فيه شاهدٌ. انتهى. و «نساءٌ» رُفِعَ في «اليونينيَّة»، وقال الزَّركشيُّ: يجوز فيه الرَّفع على أنَّه بدلٌ من الضَّمير في «كُنَّ»، والنَّصب على أنَّه خبر «كان»، و «يشهدن»: خبرٌ ثانٍ، وتعقَّبه فقال: لا يظهر هذا الوجه إذ ليس القصد إلى الإخبار عن النِّسوة المصلِّيات بأنَّهنَّ نساءٌ مؤمناتٌ، ولا المعنى عليه، والَّذي يظهر أنَّه مفعولٌ لمحذوفٍ، وذلك أنَّها (١) لمَّا قالت: «كنَّ» فأضمرت، ولا مُعادَ في الظَّاهر قصدت رفع اللَّبس لما قالته، أي: أعني نساء المؤمنات، والخبر:«يشهدن»(٢) وكان الأصل أن تقول: «كانت» بالإفراد، ولكنَّه على لغة:«أكلوني البراغيث»، وحينئذٍ فـ «نساءُ» رفعُ بدلٍ من الضَّمير في: «كنَّ»، أو اسم «كان»، وخبرها:(يَشْهَدْنَ) أي: يحضرن (مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ صَلَاةَ الفَجْرِ) حال كونهنَّ (مُتَلَفِّعَاتٍ) بالعين بعد (٣) الفاء، أي: متلفِّحاتٍ (٤)، بالحاء (بِمُرُوطِهِنَّ) جمع مرطٍ -بكسر الميم (٥) - كساءٌ من صوفٍ أو خَزٍّ يُؤتَزر به (ثمَّ يَنْقَلِبْنَ)(٦) أي: يرجعن (إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاة، لَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ) أنساءٌ أم رجالٌ؟ (مِنَ الغَلَسِ) لأنَّه لا يظهر للرَّائي إِلَّا
(١) في (د): «لأنها». (٢) قوله: «ونساءٌ: رُفِعَ في اليونينيَّة … نساء المؤمنات، والخبر: يشهدن» سقط من (م). (٣) في (ص): «بدل». (٤) في (س): «متلحِّفات»، وكلاهما صحيحٌ. (٥) «بكسر الميم»: مثبتٌ من (ب) و (س). (٦) في (س): «ينقلين»، وهو تصحيفٌ.