فيما روي من أن السامري رأى جبريل في صغره- فههنا وجه آخر وهو أن يكون المراد بالرسول موسى ﵇" (١).
ابن عطية: "وسبب معرفة السامري بجبريل وميزه له فيما روي أن السامري ولدته أمه عام الذبح فطرحته في مغارة فكان جبريل ﵇ يغذوه ويحميه حتى كبر وشب فميزه بذلك، وهذا ضعيف" (٢).
الرازي: " والذي ذكروه من أن جبريل ﵇ هو الذي رباه -يعني السامري- فبعيد" (٣).
ابن عاشور: "ورووا قصة قالوا: إن السامري فتنه الله، فأراه الله جبريل راكبا فرسا فوطئ حافر الفرس مكانا فإذا هو مخضر بالنبات. فعلم السامري أن أثر جبريل إذا ألقي في جماد صار حيا، فأخذ قبضة من ذلك التراب وصنع عجلا وألقى القبضة عليه فصار جسدا، أي حيا، له خوار كخوار العجل، فعبر عن ذلك الإلقاء بالنبذ. وهذا الذي ذكروه لا يوجد في كتب الإسرائيليين ولا ورد به أثر من السنة وإنما هي أقوال لبعض السلف ولعلها تسربت للناس من روايات القصاصين" (٤).
• دراسة المسألة:
من خلال التأمل والنظر فيما ذكره المفسرون في هذه المسألة، وما تقدم إيراده من أقوال أهل العلم، يظهر أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من أن ما روي بأن السامري كان يعرف جبريل ﵇ من صغره، كله لم يصح، ولا دليل عليه وذلك من وجهين:
الأول: أن الروايات الواردة في هذا الشأن، لم يصح إسنادها، ليُحتج بها.
(١) مفاتيح الغيب: الرازي (٢٢/ ٩٥). (٢) المحرر الوجيز: ابن عطية (٦/ ٦٢٨). (٣) مفاتيح الغيب: الرازي (٢٢/ ٩٦). (٤) التحرير والتنوير: ابن عاشور (١٦/ ٢٩٦).