قال أبو مسلم الأصفهاني: ظاهر الآية يدل على أنه كان منافقا من أهل الكتاب. مثل: إنه كان يهوديا فأظهر الإسلام على سبيل النفاق. لأن قوله تعالى: ﴿يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ إنما يليق بمثل هذا المنافق (١).
قال القاسمي: أقول: ما استظهره مناف لما أسلفناه مما روي في نزولها. على أن توصيفهم بالإيمان ب (ما أنزل من قبل) لا يؤيد ما ذكره. لأن هذا كثيرا ما يذكر تنويها به وتثبيتا لركنيته في الإيمان. وتذكيرا له. كما لا يخفى على من سبر قاعدة التنزيل في أمثاله. فاعرفه (٢).
• أقوال أهل العلم في الرجل الذي اختصم مع اليهودي:
القول الأول: أن الرجل الذي اختصم مع اليهودي كان منافقًا من أهل الكتاب.
القول الثاني: أن الرجل الذي اختصم مع اليهودي كان منافقًا، من غير تخصيص أنه من أهل الكتاب.
أصحاب القول الأول:
أبو مسلم: وتقدم قوله.
أبو زهرة:"الذين اختصموا هم في الأصل من أهل الكتاب الذين يدعون أنهم آمنوا بما أنزل على موسى والأنبياء قبله. وبهذا النص الكريم يتعين أن يكون أولئك من المنافقين من اليهود الذين كانوا يظهرون الإيمان"(٣).