للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لَكُمْ﴾ جاء بـ ﴿إِنْ﴾ للدلالة على أنّ الأولى ترك السؤال عنها لأنّ الأصل في (إنْ) أن تدلّ على أنّ الشرط نادر الوقوع أو مرغوب عن وقوعه (١).

تنبيه:

استنكر ابن العربي قول بعض المفسرين: أن قوله: ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ﴾ سؤال عما لا يعني. فقال: "وليس كذلك؛ بل هو سؤال عما يضر ويسوء، ففرق بين أن يكون النهي عن شيء يضر. وبين أن يكون عما لا يعني. وهذا بين" (٢).

وظاهر الروايات الواردة في سبب نزول الآية من الأمور التي سألوا بها النبي كالذي سأل عن أباه أهو في الجنة أم هو في النا؟، والذي سأل عن الحج أيجب في كل عام؟ لا تدل على أنهم سألوا عما يضر ويسوء، والله أعلم.

• النتيجة:

بعد إيراد ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الصواب ما عليه أكثر أهل العلم من أن الآية بينة بنفسها من النهي عن السؤال بما لا حاجة فيه، وأن لفظ النهي عن السؤال ليس عامًا كي يحتاج إلى تقييد، لما تقد ذكره من الأوجه التي تدل على ذلك، والله أعلم.


(١) انظر: التحرير والتنوير: ابن عاشور (٧/ ٦٧).
(٢) أحكام القرآن: ابن العربي (٢/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>