للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تنبيه:

ما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره بإسناده من طريق ابن إسحاق أن اليهود قالوا لقريش: سلوا محمدًا عن الروح، وعن رجل طواف في الأرض (يعنون ذا القرنين)، وعن فتية لهم قصَّة عجيبة في الزمان الماضي (يعنون أصحاب الكهف). فقال لهم رسول الله : "سأخبركم غدًا عما سألتم عنه" ولم يقل: (إن شاء الله)، فلبث عنه الوحي مدة، قيل: خمس عشرة ليلة، وقيل غير ذلك. فأحزنه تأخر الوحي عنه، ثم أنزل عليه الجواب عن الأسئلة الثلاثة"، الحديث (١)، لم يصح إسناده للإبهام شيخ ابن إسحاق (٢)، وإلا لو صح لكان حجة دامغة لمن قال بالاستثناء بقول: إن شاء الله، والله أعلم.

• النتيجة:

بعد عرض ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن معنى النهي في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا﴾ يحتمل الوجوه المتقدمة التي ذكرها القاسمي ، إلا أن الأقرب للصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من أن معنى النهي في الآية: أن يقول أحد إني فاعل ذلك غدا دون أن يستثني ويقول: إن شاء الله، لما تقدم إيراده من الوجهين الذيْن يؤيدا ذلك، والله أعلم.


(١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٥/ ١٤٣، ١٤٤)، وأورده الزجاج في معاني القرآن (٣/ ٢٧٠)، والبغوي في معالم التنزيل (٥/ ١٦٢)، وابن عطية في المحرر الوجيز (٦/ ٣٤٧)، وغيرهم كثير.
(٢) انظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٥/ ١٣٦) (الهامش).

<<  <  ج: ص:  >  >>