للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهذا من أقبح الاعتقاد (١).

تنبيهان:

الأول: الخلاف الذي بين أهل السنة والمعتزلة يعود إلى مفهوم الإرادة، فأهل السنة يقولون الإرادة نوعان:

النوع الأول: إرادة كونية: وهي التي بمعنى المشيئة العامة، فهذه الإرادة كالمشيئة شاملة لكل ما يقع في هذا الكون، وأدلة هذا النوع كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا﴾ [سورة الأنعام: ١٢٥]، فهذه الإرادة لا تستلزم المحبة، وليست بمعناها.

النوع الثاني: إرادة شرعية: وهي التي بمعنى المحبة والرضى، كقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [سورة البقرة: ١٨٥] وهذه هي الإرادة الدينية الشرعية المستلزمة للمحبة والرضى (٢).

الثاني: القول بأن الإرادة تستلزم الرضى والمحبة، ذهب إليه أكثر الأشاعرة (٣)، فخالفوا بذلك أهل السنة.

• النتيجة:

بعد عرض ما تقدم من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، يتبين أن الحق مع أصحاب القول الأول وهم أهل السنة والجماعة، من أن الله تعالى يُقدر الخير ويُقدر الشر، لما تقدم ذكره من الأدلة، وبيان بطلان استدلال من ذهب إلى خلاف ذلك.


(١) انظر: شرح العقيدة الطحاوية: ابن أبي العز (ص: ٢٥٥، ٢٥٣).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى: ابن تيمية (٨/ ١٨٨)، وانظر: منهاج السنة: ابن تيمية (٣/ ١٦)، وانظر: التسعينية: ابن تيمية (ص: ٢/ ٦٣٣).
(٣) انظر: الإنصاف: الباقلاني (ص: ٤٣)، وانظر: لباب العقول: المكلاتي (ص: ٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>