للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١١٥ - قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)[سورة الأعراف: ٢٠٦].

قال الرازي: المشبهة تمسكوا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ الآية. وقالوا: لفظ (عند) مشعر بالجهة. ثم أجاب بما هو معروف للخلف (١). ويعني، سامحه الله، بالمشبهة الحنابلة، وهم براء من التشبيه، كما يعلمه من طالع عقائدهم، واقفون على حدّ النصوص بلا تشبيه ولا تعطيل، ولم ينفردوا بذلك، فقد تقدمهم من لا يحصى في هذه المسألة. راجع كتاب (العلوّ للذهبيّ) تعلم ما ذكرنا (٢).

• أقوال أهل العلم في إثبات علو الله تعالى على خلقه من قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾:

القول الأول: أن الآية دالة على إثبات علو الله تعالى على خلقه.

القول الثاني: أن الآية لا تدل على إثبات علو الله تعالى على خلقه.

أصحاب القول الأول: وهم أهل السنة والجماعة:

الدارمي: "الله فوق السماء، والملائكة في السموات، وبعضهم حافون بعرشه، فهم أقرب إلى عرش الرحمن من أهل الأرض، ومما يبين ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾ " (٣).

ابن تيمية: " قد وصف الله تعالى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بالعلو والاستواء على العرش والفوقية في كتابه في آيات كثيرة؛ مثل قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ وقوله: ﴿وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ﴾ [سورة الأنبياء: ١٩] " (٤).

قال ابن القيم في معرض رده على الجهمية في إثبات صفة العلو: "التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده، وأن بعضها أقرب إليه من بعض، كقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ وقوله:


(١) انظر: مفاتيح الغيب: الرازي (١٥/ ٤٤٥، ٤٤٦).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (٧/ ٢٩٣٨).
(٣) الرد على الجهمية: الدارمي (ص: ٩٨).
(٤) مجموع الفتاوى: ابن تيمية (٥/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>