للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٢١ - قوله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩)[سورة البقرة: ٢٣٩].

قال القاسمي: "هذه الآية قد أطلقت الخوف. فيدخل فيه أي مخافة من عدو أو سبع أو جمل صائل، وهذا قول الأكثر. وشذ قول الوافي (١) وبعض الظاهرية: إن الخوف مختص بأن يكون من آدمي" (٢).

• أقوال أهل العلم في المراد بالخوف من الآية من حيث العموم أو الخصوص بالآدمي:

القول الأول: أن الخوف عام في أي مخافة، سواء كانت من عدو أو سبع أو جمل صائل.

القول الثاني: أن الخوف مختص بأن يكون من آدمي.

أصحاب القول الأول:

الطبري: "ولم يخص الخوف على ذلك على نوع من الأنواع" (٣).

الزمخشري: "فإن كان بكم خوف من عدو أو غيره، وهذا القول أصح لأن هذا الحكم ثابت عند حصول الخوف، سواء كان الخوف من العدو أو من غيره" (٤).

ابن عطية: " هذه هي صلاة الفذ الذي قد ضايقه الخوف على نفسه في حال المسايفة أو من سبع يطلبه أو عدو يتبعه أو سيل يحمله، وبالجملة فكل أمر يخاف منه على روحه فهو


(١) وهو: علي بن بلال الأملي، الزيدي مولى السيدين الأخوين المؤيد بالله وأبي طالب، كان من المتبحرين في فنون عديدة حافظا للسنة مجتهدا، وهو الذي يعرف بصاحب "الوافي"، مات في القرن الخامس الهجري. ينظر: مطلع البدور: (٣/ ٢١٥)، موسوعة الفقه الإسلامي: وزارة الأوقاف المصرية (٩/ ٣٨٥).
(٢) محاسن التأويل: القاسمي: (٣/ ٦٣٠).
(٣) جامع البيان: الطبري (٤/ ٣٩٣).
(٤) الكشاف: الزمخشري (١/ ٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>