للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكتب له الشيخ إجازة عامة بجميع مروياته سنة إحدى وثلاثمائة وألف (١).

وكان القاسمي منذ وعى على نفسه يعمل على تهذيبها، ولا يكاد يمضي عليه يوم لم يستفد منه فائدة ولم يقيد شاردة، فظهرت عليه مخايل النبوغ ولم يبلغ العشرين، فما بالك به وقد نيف على الأربعين وقارب أن يتم العقد الخمسين (٢).

* ثالثًا: شيوخه:

هيأ الله تعالى للقاسمي جوا من العلم والأدب، وهذا من فضل الله تعالى عليه أولا أن وفقه لتعلم العلم، ثم بفضل دعاء أبيه واهتمامه به وتشجيعه وحثه على تعلم العلم. وقد تقدم ذكر جملة ممن شيوخه الذين أخذ عنهم العلم، إلا أن بعضًا من شيوخه كان لهم الأثر البارز في تكوين شخصية القاسمي العلمية والعملية.

[١ - الشيخ عبد الرزاق البيطار]

وهو عبد الرزاق بن حسن بن ابراهيم بن حسن بن محمد بن حسن البيطار، الميداني، الدمشقي. عالم، اديب، مؤرخ، مشارك في انواع من العلوم، كان سلفي العقيدة ومع ذلك كان يدعو إلى تجديد مذهب السلف فلا يقبل رأي أحد من دون حجة، وكان يأخذ الأحكام بالدلائل ويقبل قول الحق من أي قائل إذا كان علمه صحيحاً، مما جعله يختلف مع بعض الجامدين بسبب نشر دعوة الاجتهاد ويلقى منهم عنتاً ومعارضة.

ومن أشهر مريدي عبد الرزاق البيطار وأصدقائه الشيخ جمال الدين القاسمي الذي قرأ عليه رسالة في الفلك، وكان شديد الإعجاب به دائم الذكر لفضله وعلمه، مات في دمشق سنة: (١٣٣٥ هـ) (٣).


(١) انظر: إمام الشام: محمد ناصر العجمي (ص: ٤١ - ٤٣)، وانظر: جمال الدين القاسمي علمه ودعوته: الأحيدب (٢٤، ٢٦).
(٢) شيخ الشام: الإستانبولي (ص: ١٥)
(٣) انظر: الموسوعة العربية (دمشق) (٥/ ٧٤٥)، وانظر: شيخ الشام: الإستانبولي (ص: ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>