فمكث عنده نحوًا من ثلاث سنين، إلى أن أتقن الخط بالقلمين (١)، وذلك في سنة خمس وتسعين ومئتين وألف.
ثم انتقل القاسمي إلى مكتب في المدرسة الظاهرية، في إيوانها القبلي، وكان معلمه الفاضل الشيخ رشيد قزِّيها، الشهير بابن سنان. فقرأ عنده في المكتب المذكور مقدمات فنون شتى، قراءة جد واجتهاد، من توحيد وصرف ونحو، ومنطق وبيان وعَروض وغيرها
وكان القاسمي خلال ذلك شارعًا في قراءة المختصرات الفقهية والنحوية أيضًا عند والده مع طلبة كثيرين.
ثم جوَّد القرآن المجيد على شيخ القراء بالشام، الشيخ أحمد الحلواني ﵀(٢)، فقرأ عليه ختمة وأكثر من نصف أخرى، على رواية الإمام حفص عن عاصم عليه رحمة الله.
وكان يخرج من دار الأستاذ المذكور إلى دار الشيخ الفاضل سليم بن ياسين العطار (٣)، لقراءة حصة من الكتب المعينة وقتئذ، وقد حضر عنده في شرح الشذور للمصنف، مع مراجعة الحواشي، وابن عقيل، وشرح القطر للفكاهي، ومختصر السعد التفتازاني، وجمع الجوامع للسبكي، وتفسير البيضاوي.
وحضر عنده في حصة وافرة من صحيح البخاري رواية، وسمع منه مجالس من البخاري أيضًا دراية.
وحضر عنده في كتب وافرة بالجامع الأموي، منها حصة من الموطأ والشفا بتمامه، ومعظم مصابيح السنة للبغوي، والجامع الصغير للسيوطي، والطريقة المحمدية للبركلي، وغيرها.
(١) أي الرقعة والفارسي. (٢) ستأتي ترجمته. (٣) وهو: محمد سليم بن ياسين بن حامد العطار: من أعيان دمشق وعلمائها، ومن مدرسي التفسير والحديث بها، كان الناس يتسابقون ويتزاحمون لسماع درسه في التفسير، مات سنة: ١٣٠٧ هـ ينظر: معجم المفسرين: عادل نويهض (٢/ ٥٣٤).