قال الآلوسي:"والحق أن الآية ليست بنص في كون ذلك في الدنيا أو في الآخرة بل المتبادر منها بحسب المقام كونه في الدنيا لأنه أدخل في الزجر، وعليه مبنى ما روي عن الحبرين، لكن لما كان في وقوع ذلك خفاء واحتمال أنه وقع ولم يبلغنا- على ما في التيسير- مما لا يلتفت إليه، رُجِّح احتمال كونه في الآخرة. وأيّا ما كان فلعل السر في تخصيصهم بهذه العقوبة من بين العقوبات- كما قال شيخ الإسلام (١) - مراعاة المشاكلة بينها وبين ما أوجبها من جنايتهم التي هي التحريف والتغيير. والفاعل والراضي سواء"(٢).
• النتيجة:
بعد عرض ما تقدم مما قيل في وقوع الوعيد على أهل الكتاب الوارد في قوله تعالى: ﴿فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ﴾، يظهر أنه لا مانع من وقوعه في الدنيا أو في الآخرة أو كلاهما، لما تقدم ذكره من أوجه تؤيد كل فريق مما ذهب إليه، والله أعلم.
(١) يريد بشيخ الإسلام: أبي السعود ﵀. (٢) روح المعاني: الآلوسي (٦/ ٧٣).