للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٧١ - قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [سورة المائدة: ٥٤].

قال القاسمي: قوله تعالى: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ مذهب السلف في المحبة المسندة له تعالى. أنها ثابتة له تعالى بلا كيف ولا تأويل، ولا مشاركة للمخلوق في شيء من خصائصها. كما تقدم في الفاتحة في الرحمن الرحيم.

فتأويل مثل الزمخشري لها- بإثابته تعالى لهم أحسن الثواب، وتعظيمهم والثناء عليهم والرضا عنهم (١) - تفسير باللازم (٢)، منزع كلامي لا سلفي (٣).

• أقوال أهل العلم في إثبات صفة المحبة لله تعالى:

القول الأول: أن صفة المحبة صفة حقيقة ثابتة لله تعالى على الوجه اللائق به.

القول الثاني: أن صفة المحبة ليست صفة حقيقية إنما هي عبارة عن الإثابة والثناء والرضى.

أصحاب القول الأول: وهم أهل السنة:

المقدسي (٤): "ونثبت كل ما قال الله ﷿ في كتابه، وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل مثل صفة المحبة والمشيئة والإرادة وسائر ما صح عن الله ورسوله، وإن نبت (٥) عنها أسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين (٦).


(١) انظر: الكشاف: الزمخشري (١/ ٦٤٦، ٧٤٧).
(٢) تقدم المراد من التفسير باللازم في مسألة رقم (٨) ص: (١٨٨)، والزمخشري في هذا الموضع يُريد من تفسيره المحبة: إنكار الصفة وأن من لوازمها الإثابة، والله أعلم.
(٣) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٠٣٧، ٢٠٣٨).
(٤) وهو: عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي، الإمام، العالم، الأثري، عالم الحفاظ، تقي الدين، الجماعيلي، ثم الدمشقي المنشأ، الحنبلي، صاحب الأحكام الكبرى والصغرى، مات سنة ٦٠٠ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (٢١/ ٤٤٣).
(٥) أي: تجافت عنها لعدم قبولها بها.
(٦) الاقتصاد في الاعتقاد: المقدسي (ص: ١١٨)، بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>