للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الرابع: أن سياق الكلام في هذه القصة وتسلسل الأحداث يدل على أنها كانت واقعة بلا شك، فإن أسلوب القرآن في ضرب المثل لا يأتي مطوَّلا كما في هذه القصة.

والمتأمل في سياق الكلام وصنع التراكيب مثل قوله: ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ﴾ [سورة الكهف: ٣٧] إلخ، يجد أن لفظ: (قَالَ) جاء غير مقترنًا بفاء وذلك من شأن حكاية المحاورات الواقعة.

وكذا قوله: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا﴾ [سورة الكهف: ٤٣] فإنه يدل على أن هذا المثل لقصة معلومة، فإنه أوقع في العبرة والموعظة مثل المواعظ بمصير الأمم الخالية" (١).

• النتيجة:

يتبين من خلال ما تقدم ذكره من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، أن الصواب هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من أن قصة الرجليْن في سورة الكهف كانت واقعة فيما مضى من السنين، لما تقدم إيراده من الأوجه الدالة على ذلك، بخلاف ما ذهب إليه القاسمي ، والله أعلم.


(١) انظر: التحرير والتنوير: ابن عاشور (١٥/ ٣١٧)؟

<<  <  ج: ص:  >  >>