فدل على أن المنسوخ هو نصيب الميراث للحُلفاء، والثابت هو النصر والرفادة والنصيحة والله أعلم (٢).
الثاني: الإجماع الذي ذكره الحارث المُحاسبي (٣) بقوله: " وأجمعت الْأمة أَنْ الله ﷿ نسخ مِيرَاث الحلفاء والأدعياء بقوله: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا﴾ (٤). يحتاج إلى مزيد إعادة نظر في ثبوته، فإنه قد ثبت عن ابن عباس ﵁ ومجاهد بأن المراد من الإيتاء في قوله تعالى: ﴿فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ من النظر والرِّفْدِ والمعونة (٥). فلا نسخ في الآية.
• النتيجة:
بعد عرض ما تقدم في هذه المسألة يظهر أن الصواب مع أصحاب القول الأول من أن المراد بـ ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾: الحلفاء. وأن الواو في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ استئنافية كما هو الظاهر وليست عاطفة، لما تقدم بيانه من كلام أقول العلم، وما تم إيراده من الأوجه، والله أعلم.
(١) أخرجه البخاري: كتاب التفسير، باب قوله تعالى: (والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم)، برقم: (٢٢٩٢). (٢) انظر: الناسخ والمنسوخ: النحاس (ص: ٣٣٣، ٣٣٤). (٣) وهو: أبو عبد الله الحارث بن أسد البغدادي المحاسبي، الزاهد، العارف، شيخ الصوفية، صاحب التصانيف. له كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة، مات سنة: ٢٤٣ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي (١٢/ ١١٠). (٤) فهم القرآن: الحارث المحاسبي (ص: ٤٦٥). (٥) انظر: الدر المنثور (٢/ ٥٠٩).