للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة القصص]

١٦٢ - قوله تعالى: ﴿وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [سورة القصص: ٨٨].

قال ابن كثير: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾: إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم، الذي تموت الخلائق ولا يموت، كما قال تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [سورة الرحمن: ٢٧]، فعبر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله ههنا: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ أي: إلا إياه.

وقال مجاهد والثوري في قوله: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ أي: إلا ما أريد به وجهه.

وهذا القول لا ينافي القول الأول، فإن هذا إخبار عن كل الأعمال، بأنها باطلة إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة (١).

قال القاسمي: وفيه بعد وتكلف يذهب رونق النظم، وماء الفصاحة. لا سيما وآي التنزيل يفسر بعضها بعضا. والآية الثانية التي ذكرناها بمعنى هذه. وتلك لا تحتمل ذاك المعنى، فكذا هذه (٢).

• أقوال أهل العلم في المراد من قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ (٣):

القول الأول: أن المراد: الإخبار بأن كل شي يزول ويهلك، إلا ذاته جل وعز.

القول الثاني: المراد: كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه.


(١) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير (٦/ ٤٥، ٤٦)، بتصرف.
(٢) محاسن التأويل: القاسمي (١٣/ ٤٧٣٣، ٤٧٣٤).
(٣) أشار إلى هذا الخلاف الطبري في جامع البيان (١٨/ ٣٥٣)، والماوردي في النكت والعيون (٣٤/ ٢٧٢)، وابن الجوزي في زاد المسير (٣/ ٣٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>