[المبحث الثالث التعقبات في العلوم الأخرى المتعلقة بالتفسير]
مما تميز به القاسمي ﵀ عن علماء عصره، أنه برع في علوم عديدة: في العقيدة والحديث والفقه والاستنباط واللغة والبلاغة والأخبار، وغير ذلك.
والقارئ في تفسيره يجد أنه أورد جميع تلك العلوم في تفسيره، مما جعله مميزًا ومملوءً بالفوائد والمسائل المتنوعة في شتى العلوم.
ومما امتاز به للقاسمي ﵀ أن كان مُتحرراً من قيود التقليد، فكانت له تعقبات على من سبقه من الأعلام والمفسرين في تفسيره في شتى العلوم المتعلقة بالتفسير، وأبرزها ما يلي:
* أولا: تعقباته في الأصول ومسائل الاعتقاد، ومن ذلك:
أ - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ [سورة البقرة: ١٢٤]. عقَّب على قول الزمخشري:" في الآية دليل على أن الفاسق لا يصلح للإمامة"(١). واستدلال الشيعة بها على وجوب العصمة في الأئمة، ظاهرا وباطنا (٢).
قال القاسمي:"إن استدلال الفرقتين على مدعاهما وقوف مع عموم اللفظ. إلا أن الآية الكريمة بمعزل عن إرادة خلافة السلطنة والملك"(٣).
ب - وعند تفسيره لقوله تعالى: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [سورة الأنعام: ١٠٣]. عقَّب على استدلال المعتزلة بها على نفي رؤية الله تعالى