أورد القاسمي في تفسيره: قصة العذاب الله الذي حاق على بني إسرائيل قبل عيسى وبعده من خراب ديارهم على يد بختنصر.
ثم قال: وما قيل بأن قوله تعالى ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾ إشارة إلى عبادتهم العجل- فإنه بعيد. لأنها، وإن كانت معصية عظيمة ناشئة عن كمال العمى والصمم، لكنها في عصر موسى ﵇. ولا تعلق لها بما حكي عنهم مما فعلوا بالرسل الذين جاءوهم بعده ﵇ بأعصار. وكذا ما قيل بأن قوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا﴾ إشارة إلى طلبهم الرؤية- فبعيد أيضا، لما ذكرنا (١).
• أقوال أهل العلم في المراد من قوله تعالى: ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾:
القول الأول: أن المراد: عموا وصموا عن سماع كلام أنبيائهم، فسلط الله عليهم بختنصر فأخرجهم من ديارهم، ثم تاب الله عليهم وأعادهم برحمته إلى ديارهم، إلى أن بعث الله عيسى ﵇. فعموا عن الاهتداء به وصموا عن وعظه، فدمرهم الله بعد ذلك وأباد مملكتهم، وكل ذلك بعد زمن موسى ﵇، وإلى هذا ذهب القاسمي ﵀.
القول الثاني: أن قوله تعالى ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾ إشارة إلى عبادتهم العجل، وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا﴾ إشارة إلى طلبهم الرؤية، وهذا في زمن موسى ﵇.
(١) محاسن التأويل: القاسمي (٦/ ٢٠٩٦)، وستأتي الإشارة إليه في القول الأول.