الماتريدي:"يحتمل أن يكون قوله: ﴿وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾: ما ذكره في آية أخرى: وهو قوله: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ الآية "(١).
ابن عطية:"قوله تعالى: ﴿ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ قالت جماعة من المفسرين: هذه التوبة هي ردهم إلى بيت المقدس بعد الإخراج الأول ورد ملكهم وحالهم، ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا﴾ بعد ذلك حتى أخرجوا الخرجة الثانية ولم ينجبروا أبدا"(٢).
القفال (٣): " ذكر الله تعالى في سورة بني إسرائيل ما يجوز أن يكون تفسيرا لهذه الآية فقال ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ … ﴾ الآية، فهذا في معنى ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾ ثم قال: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ … الآية﴾ فهذا في معنى قوله ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ "(٤).
أبو السعود:" ﴿فَعَمُوا وَصَمُّوا﴾ هذا إشارة إلى المرة الأولى من مرتي إفساد بني إسرائيل حين خالفوا أحكام التوراة وركبوا المحارم وقتلوا شعياء وقيل حبسوا أرمياء ﵉ .... إلخ"(٥).
(١) تأويلات أهل السنة: الماتريدي (٣/ ٥٦١). (٢) المحرر الوجيز: ابن عطية (٣/ ٥٨١). (٣) وهو: أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل، القفال الشاشي الفقيه الشافعي، إمام عصره بلا مدافعة، كان فقيها محدثا أصوليا لغويا شاعرا، وروى عن محمد بن جرير الطبري وأقرانه، مات سنة ٣٣٦ هـ. ينظر: وفيات الأعيان: ابن خلكان (٤/ ٢٠٠). (٤) مفاتيح الغيب: الرازي (١٢/ ٤٠٧). (٥) إرشاد العقل السليم: أبو السعود (٣/ ٦٤)، بتصرف.